[في الحج ومنزلته]
  فسمى التارك للحج كافراً، بعد تركه مع الإستطاعة لأنه ركن من أركان الإسلام، ودعامة رئيسية من دعائم الإيمان، وقد تواترت النصوص بأهمية الحج ومكانته عن رسول الله ÷، فقد روي عنه أنه ÷ قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»، وقال ÷: «إنما فرضت الصلاة وأمرنا بالحج والطواف وأشعرت المناسك لإقامة ذكر الله وقال ÷:» أبدلنا بالرهبانية الجهاد والتكبير على كل شرف «[يعني الحج] وأبدلنا بالسياحة الصوم»، وقد وعد الله بقبول دعاء الحَاجّ لأنه في مرضاة الله وفي ضيافته حتى يعود، قال ÷: «الحجاجّ والعمَّار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب دعاءهم ويُخْلِفْ نفقاتهم»، وعن عليٍّ # قال: «وقف رسول الله ÷ يوم عرفة والناس مقبلون وهو يقول: مرحباً بوفد الله الذين إذا سألوا أعطوا واستجيب لهم دعائهم ويضعف للرجل الدرهم من نفقته ألف ألف»، وقال: «إذا كانت هذه العشية قال الله، ø، للملائكة: إهبطوا فلو أن إبرة ألقيت لم تقع إلا على رأس ملك، فيقول الله، ø،: يا ملائكتي ما يسألني عبادي هؤلاء الذين جاؤا شعثاً غبراً؟، قالوا: يسألونك المغفرة، قال: فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، انقلبوا مغفوراً لكم انقلبوا مغفوراً لكم».
  والحج المبرور كفارة للذنوب مهما بلغت، وموصل للجنَّة، قال ÷: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وقال ÷: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، وفي الحديث: «إن من الذنوب ذنوباً لا يكفِّرها إلا