خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل رمضان]

صفحة 153 - الجزء 1

  مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣}⁣[البقرة: ١٨٣]، فقال لعلكم تتقون، أي: مخالفتي، وتتبعون أمري وطاعتي، فتتبعون حكمي ولا تبدلون فرضي.

  وهكذا تبرز الغاية الكبرى من الصوم (إنها التقوى) فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة طاعةً لله وإيثاراً لرضاه، والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب، من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال فقط. والصيام أداة من أدوات التقوى وطريق موصل إليها.

  فعن أمير المؤمنين # قال: (كان رسول الله ÷ يخطب في أول ليلة من شهر رمضان فيقول: «أيها الناس أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم من الجن والشياطين، وَوَعدكم الإجابة فقال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠] فما منكم من أحد يدعو دعوة إلا استجيب له ما لم يدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوتُه فلم يستجب لي، وأنه ÷ قال: «إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت مردة الشياطين حتى ينقضي، ويناد مناد كل ليلة: يا باغي الخير هلّم، ويا باغي الشر أقصر، ولله في كل ليلة عتقاء من النار عند كل فطر».

  واعلموا أن الدعاء مستجاب في هذا الشهر الكريم فالصائم أقرب الدعاة إستجابة فعن النبي ÷ أنه قال: «إن للصائم عند فطره لدعوة لا ترد». وعنه ÷: «ثلاثة لا ترد دعوتهم. الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء. ويقول بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».