خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل رمضان]

صفحة 154 - الجزء 1

  واعلموا عباد الله إنه إذا أقبل رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين. فتقبل فيه الأعمال وتضاعف فيه الأجور أضعافاً مضاعفة، فهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، فضاعفوا فيه الأعمال الصالحة، واجتهدوا في طاعة الله والتوبة النصوح وكثرة الدعاء. واسالوا الله فكاك رقابكم من النار، والإستعاذة به من سخطه. وعدم مغفرته للذنوب في هذا الشهر. وعليكم بالإكثار من تلاوة القرآن فهذا شهر القرآن.

  قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}⁣[البقرة: ١٨٥] فعلى المسلم أن يربط لسانه بتلاوة القرآن العزيز.

  فعن النبي ÷ قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشراب، فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان».

  فعلينا ألا نضيع أوقاتنا في التمشي والسهر على الملهيات والغنى. وجلسات القات. ومتابعة الحلقات في التلفزيونات. فهذا الشهر تفضل به الله علينا، فلنحسن هبة الله لنفوز برضاه. وبما وعد وأعد للمتقين من عظيم الأجر، فلعلنا لا نبلغ مثل هذه الفرصة من الأعوام المقبلة.

  وعليكم بإقامة الصلاة وملازمة الجماعات والإنفاق من أموالكم. فإنه سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ٣٠}⁣[فاطر].