خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل رمضان]

صفحة 155 - الجزء 1

  وكل هذا مصداق قوله ÷ عندما قدم رمضان قام خطيباً فقال: «أيها الناس قد أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر رغبتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه، جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحل السماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله ø فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.

  أيها الناس: إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره (أقسم بعزته ألا يعذب المصلين والساجدين، وألا يعذبهم في النار يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين).

  أيها الناس: من فطر صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله ø عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل يا رسول الله ليس كلنا يقدر على ذلك: فقال ÷: