[في ذكر مولد الرسول ÷]
  ومن هنالك بدأ الإنحطاط في حياة الأمة الإسلامية. لأن الزعامة فقدت شروطها فقدوا ما يجعلهم يضطلعون بأعباء الزعامة الإسلامية العظيمة، فلحق بالمسلمين النقص والوهن والضعف. وصار الإسلام ينتقض عروة عروة، كما أنبأنا قائد البشرية ÷، وصارت الأمة في ضياع كامل، أوضاعها في غاية الشذوذ والإنحراف، ولم تكن تصل لما وصلت إليه عبثاً، بل كان ذلك حصاد إدبارهم عن الله، وحصاد تمردها عن حاكمية الله، وحصاد تنكرها لمناهج الله، ولا سبيل لها إلى النجاة في الحياتين، إلا الرجوع إلى الله، والتأدب بآداب الله، والنظر الدقيق في سيرة رسول الله ÷ والسير على نهجه القويم، وصراط الله المستقيم، والتمسك بمن أمرها الله بالتمسك بهم، فحينئذٍ يأمنون في الدنيا من الضلال، ويفوزون في الآخرة بدرجات الكمال، أعاننا الله وإياكم على شكره وذكره وحسن عبادته، ووفقنا وإياكم لما يرتضيه إنه سميع مجيب آمين اللهم آمين.
  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وآله الطاهرين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ٤٦ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ٤٧}[الأحزاب]، صدق الله العظيم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.