[في ميلاد الرسول والحث على طاعته]
الخطبة الثانية
[في ميلاد الرسول والحث على طاعته]
  الحمد لله الفاشي في الخلق فضله، والباسط فيهم بالجود يده، نحمده في جميع أمورنا، ونستعينه في رعاية حقوقه، ونشهد أن لا إله غيره، وان محمداً عبده ورسوله أرسله بأمره صادعاً وبذكره ناطقاً، فأدى أميناً، ومضى رشيداً، فصلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، شهداء الله على خلقه، وحججه على عباده.
  أما بعد: عباد الله المؤمنين إن الإحتفال بميلاد محمد ÷ ليس كالإحتفال بأي مولود.
  إن محمداً ÷ صاحب رسالة عامة، فهو الإنسان الذي اختاره الله رحمة للعالمين. إنه القائد الروحي والفكري للحياة ما بقي الليل والنهار، وسيرته محل أنظار المؤمنين في كل وقت، يستمدون منها طهارة القلب من الإثم، وطهارة العقل من الأفكار الزائفة.
  فهو الذي يذكر في الأذان خمس مرات، ويذكر في كل صلاة، عندما يقف البشر بين يدي خالقهم خاشعين، مخلصين له بالوحدانية ولنبيه ÷ بالرسالة. فلو نظرنا فيما جاء به محمد ÷ لرأينا أبعاد هذه الرحمة والمدى الذي تعمل فيه، فقد جاء يعلن أن هذا الخلق كله هو من خلق إله واحد، خلق كل شيء فقدره تقديراً.