[الإشادة بيوم الغدير]
  وإن من شعائر الله المقدسة ومن أيام الله المباركة العظيمة يوم عيد الغدير المعظم. وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام من كل عام.
  فهو يوم عيد الله الأكبر وعيد أوليائه، وروي أن الله تعالى ما بعث نبياً إلا وهو يعيد ذلك اليوم ويحفظ حرمته، لأنه يوم نصب الأوصياء كما جاء في بعض المرويات.
  وهذا اليوم المسمى في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود. وهو يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة على العالمين، بولاية أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وذلك أنه في السنة العاشرة للهجرة حج الرسول ÷ حجة الوداع. فلما كان في عودته في موضع يسمى خم (موضع بين مكة والمدينة) أمر في وقت الهاجرة بدوحات فقمم ما تحتهن من شوك، ثم نادى مناديه الصلاة جامعة بعد أن أمر من كان قد تقدم بالرجوع والإنتظار للمتأخرين حتى تكامل الناس فصلى بهم الظهر، ثم التفت إليهم وقام خطيباً فيهم فقال: «الحمد لله نحمده ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، الحمد لله الذي لا هادي لمن أضل ولا مضل لمن هدى.
  وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
  أما بعد
  أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر الا نصف ما عمر من قبله. وأن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة وإني قد أشرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم ألا وإني مسئول وأنتم مسؤولون. فهل بلغتكم فماذا أنتم قائلون. فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبدالله ورسوله. قد بلغت رسالاته وجاهدت في سبيله،