خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[بمناسبة غدير خم]

صفحة 191 - الجزء 1

  وعن أنس قال: «اخذ رسول الله ÷ بيد علي # يوم الغدير بالجحفة ثم رفع يديه حتى رأينا إبطيهما جميعاً فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى. قال: ومن أهاليكم وأولادكم. قالوا بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاهن اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن.

  فقد خصه بهذه الدعوات التي لا يليق بها إلا أئمة الهدى. وهو قوله. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وانصر من نصره، واخذل من خذله. ونصبه بقوله فيه من كنت مولاه فعلي مولاه. وفسر بقوله أنا ولي المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي. ومن كنت وليه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه، لا أمر له معه. وقرن العترة بالكتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب إلى يوم الحساب. وأخبر أنهما لن يفترقا وبشر بهدى من تمسك بهما. وأخبر بضلال من تخلف عنهما.

  وقد جاء هذا كله بعد قوله تعالى آمراً لرسوله ÷: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}⁣[المائدة: ٦٧].

  وأوقف الحجاج ÷ في حر الشمس واهتم بإرجاع من تقدم. وانتظار من تأخر. وأنزلهم في مكان ليس فيه كلاء ولا ماء ثم خطبهم في ذلك المكان ليبلغ الشاهد الغائب. ثم ختم ذلك المشهد العظيم بنزول قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}⁣[المائدة: ٣]، فهذا دليل