خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[بمناسبة غدير خم]

صفحة 192 - الجزء 1

  واضح لمن عقل ولم يتعصب على إمامة أمير المؤمنين # بعد رسول الله ÷ لولم يكن إلا هو لكفى. فكيف وفيه مئات الأدلة التي تدل على إمامته.

  ونحن نكتفي بهذا الدليل الواضح على إمامته ~، فقد صرح الحق يومئذٍ عن محضه، وأسفر الصبح لذي عينين والحمد لله.

  ولقد عهد الرسول ÷ إلى علي # وأمره أن يصير على استئثارهم بحقه وأن يتلقى ذلك بكظم الغيظ والاحتساب إحتياطاً على الإسلام وإيثاراً للصالح العام. ولذا صَبَرَ # وفي العين منهم قذى، وفي الحلق شجى، عملاً بأوامر النبي ÷ فلم يحارب المغتصبين ونهى عن محاربتهم. إحتفاظاً بالأمة، وإحتياطاً على الملة، وإيثاراً للآجلة على العاجلة، وقد مني بما لم يمن به أحد.

  ووقف بين خطبين عظيمين، الخلافة بنصوصها وعهودها وبين الفتنة الطاغية، التي تنذر بانقلاب العرب واجتياح الإسلام من المنافقين في المدينة والطلقاء من أهل مكة، ومن الأعراب الجفاة.

  فوقف أمير المؤمنين # وضحى بحقه قرباناً لدين الإسلام وإيثاراً للصالح العام، لذلك قعد في بيته فلم يبايع حتى أخرجوه مكرهاً إحتجاجاً لحقه.

  فنحن عباد الله ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة علينا أن نتعظ بها، ونأخذ منها دروساً ترشدنا في حياتنا، وبعد مماتنا، فهذه الإحتفالات والمناسبات الدينية لا تقام إلا لأغراض دينية. فلا نجعلها تمر علينا بدون ما نستشعر المسؤلية علينا ونحن إذ نحتفل بتكرير العهد والولاية لأمير المؤمنين # ونجلو ما كان من صدء بين هذه المناسبة، والتي بعدها، فنقصد بما أنفقنا في هذه المناسبة إعلاء كلمة الله وأوامره من ولاية أمير المؤمنين