خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في المعنى الحقيقي للعيد]

صفحة 221 - الجزء 1

  فاحذروا علماء السوء كيفما كانوا، وأينما كانوا، ومن أي صنف كانوا، فليس لله محاباة لأحد فلنتعلم ما أوجب الله علينا، وما نهانا عنه، لنكون من أهل رحمته ورضوانه ونفوز بجنته، ولنعزم في مستقبلنا على ذلك، لعل الله يرحمنا فنكون من أهل الأجور في هذا اليوم العظيم، ولنكون أهلاً له في المستقبل إن أبقانا الله لمثله.

  العيد هو احتفال بإتمام نعمة الله علينا بأن وفقنا لصيام رمضان. ووفقنا الله للعبادات فيه فهو احتفال بامتثال أوامر الله جل وعلا ونواهيه. إذن فهو لا يتوقف في هذه المناسبة فقط، بل في مناسبة الحياة كلها. لأنها تمثل مسؤليتنا أمام الله. فالله يريد منا أن نجعل الحياة كلها عيداً، لأنا مكلفون في حياتنا كلها، بإمتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ففي هذا الإتجاه علينا أن نفهم العيد، فهو ارتباط بالله وقيام بالمسؤلية في جميع الأوقات. فعلينا أن نستشعر بالعيد في حياتنا كلها. ونجعل أوقاتنا كلها عيداً بطاعة الله، والإجتناب لمعصيته.

  جعلنا الله من عباده المؤمنين المكتوبين في أهل عفوه ومغفرته في هذا اليوم إنه على كل شيء قدير.

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  

  {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}⁣[العصر].

  بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد ملك بر رؤوف رحيم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.