خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الحث على الإحسان إلى الأيتام والمساكين]

صفحة 222 - الجزء 1

الخطبة الثانية

[في الحث على الإحسان إلى الأيتام والمساكين]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعلنا من أهل الإسلام، ومن علينا بما افترض من الشرائع والأحكام. وهدانا فيه إلى التقوى، وحذرنا سيء العادات، وقبيح الأخلاق، نحمده على ما هدانا ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونستهديه الهدى ونعوذ بالله من الضلالة والردى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، جعل هذا اليوم عيداً للمؤمنين وخصهم فيه بمزيد من الأجر العظيم.

  وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه ونجيبه، أرشد الناس إلى التواصل والتبارِّ في يوم عيدهم والى الإحسان إلى ذوي القربى والى مواساة أولي الفقر والحاجة صلوات الله وسلامه عليه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله الطاهرين.

  أما بعد:

  عباد الله فاتقوا الله تعالى وأطيعوه واعلموا أن هذا اليوم عيد من أعياد الله المعظمة فاذكروا الله تعالى فيه وكبروه، {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}⁣[الحج: ٣٢].

  فاحمدوا الله تعالى أن مد لنا موائد إحسانه وإنعامه. وأعاد علينا عوائد برِّه وإكرامه. وخصنا بضيافة عيد السرور على تعاقب أيامه. فاشكروا الله في هذا اليوم بصلة الأرحام والسعي في إصلاح ذات البين.