خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الحث على الإحسان إلى الأيتام والمساكين]

صفحة 223 - الجزء 1

  وتذكروا عباد الله في يوم عيدكم اليتامى والأرامل. الذين غاب عنهم آباؤهم وانفصلوا عن الحياة الدنيا. نتذكر عندما ننظر أولادنا في فرحة وسرور في هذا اليوم - أن علينا أن نوجد الفرحة والسرور في قلوب اليتامى ... لابد أن يكون اليتيم مسؤليتنا في كل مكان في البيت وفي الشارع وفي المسجد، في كل مكان نستطيع أن نقدم له خدمة، إذا كان الله قد أعطاك مالاً فحاول أن تصرف على يتيم أو فقير أو أرملة فقد قال رسول الله ÷: «أنا وكافل اليتيم كهاتين». وأشار بإصبعيه.

  وقال ÷: «والذي بعثني بالحق لا يعذب يوم القيامة من رحم اليتيم وليَّن له في كلامه، ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله».

  وقد جاء في حديث قدسي يرويه النبي ÷ عن ربه: «إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب».

  تذكروا المساكين والفقراء، أنظروا إليهم بعين الرحمة. أحسنوا إليهم في هذا اليوم واعلموا أن الله يضاعف لكم بإجسانكم أضعافاً كثيرة.

  قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}⁣[البقرة: ٢٦٥].

  فقد وعد الله المنفقين فضلاً واسعاً ومغفرة للذنوب: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}⁣[البقرة: ٢٧٤]. فأكرموهم في هذا اليوم الذي حث الإسلام على الإنفاق فيه، وضاعف فيه