خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الحث على الإحسان إلى الأيتام والمساكين]

صفحة 224 - الجزء 1

  الحسنات أحسنوا إليهم ليعم الفرح والسرور جميع المسلمين. ولهذا فرض الله صدقة الفطر.

  فرضها لئلا يبقى اليوم محروم ولا محتاج.

  واتقوا الله فيما بقي من أعمالكم وفي جميع أوقاتكم. ولنجعل لأنفسنا من هذا الشهر وازعاً ودافعاً يعيننا على عبادة الله في بقية العام. وقد عرفنا من فوائد الصيام أنه يعين العبد على امتلاك نفسه عن الشهوات، ويوجد العزيمة القوية لديه. فلا بد أن نبقي هذه العزيمة في نفوسنا ونصبرها ونكرهها على الطاعات وترك المقبحات. فإن الصبر فضيلة عظيمة نحتاج إليه في ديننا ودنيانا. فلا بد أن نبني على الصبر أعمالنا وتوطين أنفسنا على احتمال المكاره مهما ثقلت، فهذه الدنيا ليست إلا دار إبتلاء، وليست للراحة والإطمئنان: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}⁣[هود: ٧].

  وقد أكد الإبتلاء في آية أخرى فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}⁣[محمد: ٣١]، فالله جعل فترة هذه الحياة فترة قصيرة، إختبر عباده فيها بأنواع من الإختبارات من الفقر والغنى والصحة والمرض والأولاد والأموال والتكاليف: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}⁣[التغابن: ١٥]، وقال تعالى حاكياً عن سليمان #: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}⁣[النمل: ٤٠]، فقد عرف # طبيعة هذه الحياة بما أعطي من علم.

  فمن أدى شكر الله في هذه الحياة بأن أدى ما أوجب الله عليه، وانتهى عما نهى الله عنه. فذلك الشكر يعود بالخير على نفسه، وقد يكتب الله على بعض عباده صنوفاً من