خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في التحذير من العادات السيئة والحث على تعليم الأولاد والأهل]

صفحة 231 - الجزء 1

  فعلينا أن نسلك طريق آبائنا الصالحين. طريق الخير الذي دلونا عليه. الطريق الذي يوجد لنا الحياة الكريمة، التي تؤمن لنا المستقبل الحق مستقبل الدنيا والآخرة.

  فالواجب علينا تربية أولادنا تربية صحيحة وتعليمهم أولاً التعليم الديني الذي سيؤمن لهم طريقاً إلى دار الخلد، دار السعادة والكرامة.

  فقد أهاب الله بالمؤمنين ليؤدوا واجبهم في بيوتهم من التربية والتزكية والتذكير فقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}⁣[التحريم: ٦].

  إن تبعة المؤمن في نفسه وأهله تبعة صعبة فالنار هناك. وهو معرض لها هو وأهله في أي وقت، وعليه أن يحاول في أن يحول دون نفسه وأهله، ودون هذه النار التي تنتظره في أي وقت إن المؤمن مكلف بهداية أهله وإصلاح بيته كما هو مكلف بهداية نفسه وإصلاح قلبه.

  إن الإسلام دين أسرة، وهو يفرض تبعة المؤمن في أسرته وواجبه في بيته، لأن المجتمع الإسلامي يتألّف من هذا البيت وأمثاله - فنحن إذا قصّرنا في أولادنا وتركناهم فيما هم فيه فقد تركنا لأهل الفساد في مجتمعنا طريقاً ينفذون منه - وسوف يدخلون كل بيت. كما قد شوهد في بقية الدول العربية، فقد أفسدوا الشباب والشابات، إلا النادر وأخاف أن نلحق بهم.

  فعلى الآباء الذين يريدون للإسلام الحياة أن يعلموا أنَّ أبناءهم وبناتهم ودائع في أيديهم فعليهم التوجه إليهم بالدعوة والتربية والإعداد، وأن يستجيبوا لله وهو يدعوهم،: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}⁣[التحريم: ٦] فهم وإن تحملوا المشقة في تربية أولادهم وتعليمهم، فسيعود عليهم بالخير عاجلاً في دنياهم، وآجلاً بما يكون لهم من