خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في مكارم الأخلاق]

صفحة 36 - الجزء 1

  ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، إن الله يكره الفاحش البذي، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة».

  وقد كان رسول الله ÷ بين أصحابه المثل الأعلى للخُلق الذي يدعوا أمته إليه، عن بعض أصحابه قال: إن رسول الله ÷ لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: «خياركم أحاسنكم أخلاقاً»، وقال بعض أصحاب النبي ÷: كانت الأَمَةُ لتأخذ بيد رسول الله ÷ فتنطلق به حيث شاءت، وكان إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه، وعن النبي ÷ أنه قال: «إن الله، ø، ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير كله»، وعن عبيد الله بن الحارث: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله ÷.

  والمعروف من شمائل الرسول ÷ كان سمحاً لا يبخل بشيء أبداً، شجاعاً لا ينكص عن حق أبداً، عدلاً لا يجور في حكم أحد أبداً، صدوقاً أميناً في أطوار حياته كلها، وقد أمر الله المسلمين أن يقتدوا به في طيب شمائله وعريف خلاله فقال : {لقدكان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}⁣[الأحزاب: ٢١]، وعن جابر قال: ما سئل النبي ÷ فقال لا، وحمل إليه سبعون ألف درهم، فوضعت في حصير، ثم قام إليها يقسمها فما رد