خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الأخلاق الحسنة]

صفحة 47 - الجزء 1

  أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسن في ذاته وأن صاحبه من أحسن الناس أخلاقاً، قال أمير المؤمنين #: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله سبحانه، ولأنه أصل من أصول الدين ومدعاة لبقائه واستمراره، وأن من تركه وجامل الناس، ولم يأمر ولم ينه فقد خرج من هذا السلوك الحسن، ودخل في أمر منهي عنه، لا كما يتوهمه بعض الناس بأن الأخلاق ابتسامة ومداراة للناس، ويَقْصرونه عليه حتى وإن رأوا نصرانيا أو يهودياً قالوا أخلاقه حسنة، أولا يعلمون أن من تعلق بغير الإسلام فأعماله قبيحة كلها مهما عمل ومهما نافق لأن أعماله نفاق ولو خُلِّي لأبدى أعمالاً سيئة؟، فمن أقام الإسلام فأْتَمر بأوامره وانتهى بنواهيه فهو صاحب الأخلاق الحسنة، ولهذا وصف الله رسوله ÷ بأنه على خلق عظيم فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}⁣[القلم: ٤]، لأنه عبد الله حق العبادة، وأقام الدين حق إقامته، وجاهد في الله حق جهاده.

  فعلينا عباد الله باتباع ما أمر الله والإنتهاء عما نهى الله، والتخلق بالأخلاق الفاضلة لنكون مقبولين عند الله جلَّ وعلى، لأن الله لا يقبل إلا من المتقين المتجنبين للشبهات، قال تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}⁣[المائدة: ٢٧]، جعلني الله وإياكم ممن اتبع سبيله القويم واهتدى بهديه وهدي نبيه الكريم، وسار على نهجه وتخلَّق بأخلاقه، إنه سميع عليم:

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ٧٤ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا ٧٥ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ٧٦} صدق الله العظيم [طه: ٧٤].