خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الاجتهاد في طاعة الله]

صفحة 71 - الجزء 1

  فيقرع سمعه نداء العدل: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}⁣[آل عمران: ١٨٢]، فحينئذٍ يتيقن البوار والخيبة والخسران، ويتذكر ما أنذره الله به في القرآن حيث يقول: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣}⁣[إبراهيم: ٤٣].

  أيها المؤمنون: أوصيكم بالورع عن محارم الله، فقد جاء عن رسول الله (÷) أنه قال: «ألا إن الدين الورع»، وأوصيكم بالإجتهاد في الطاعات وصدق الحديث وأداء الأمانة، واعلموا أن أحق الناس بالورع آل محمد وشيعتهم لكي يقتدي الناس بهم فإنهم القدوة لمن اقتدى، فاتقوا الله وأطيعوه فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالتقوى والورع والإجتهاد، روي عن جعفر الصادق # أنه قال: «كنت مع أبي في مسجد رسول الله ( عليه وآله) فانتهينا إلى ما بين القبر والمنبر وإذا بأناس من شيعة آل رسول الله ÷ فوقف عليهم وسلم عليهم وقال: والله إني لأحبكم وأحب ريحكم وأرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع والإجتهاد، ومن ائتم بإمام فليعمل بعمله»، ثم قال #: «أنتم شرطة الله، وأنتم شيعة الله، وأنتم السابقون الأولون والسابقون في الآخرة إلى الجنة»، وأوصيكم بالمحافظة على إدامة ذكر الله يذكركم الله فيمن ذكره، فالله تعالى يقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}⁣[البقرة: ١٥٢]، ويقول تعالى في بعض كتبه: «أهل ذكري في ضيافتي، وأهل طاعتي في نعمتي، وأهل شكري في زيادتي، وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي، إن تابوا قبلتهم»، وقد جاء عن زين العابدين #