خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الاجتهاد في طاعة الله]

صفحة 72 - الجزء 1

  أنه قال: «إن بين الليل والنهار روضة يرتع في نورها الأبرار، ويتنعم في حدائقها المتقون، فذابوا سهراً في الليل وصياماً في النهار»، فعليكم بتلاوة القرآن وطلب العلم في أول النهار، وبالتضرع والإستغفار في آخره، وإذا ورد النهار فأحسنوا مصاحبته بفعل الخيرات وترك المنكرات وترك ما يريكم من محقرات الذنوب فإنها مشرفة بكم على قبائح العيوب.

  أيها الناس: إن الله تعالى لم يخلقكم عبثاً ولن يترككم سداً، وإن لكم معاداً يجمعكم الله فيه ليوم الفصل والحكم بينكم، وقد خاب وخسر من أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء، ومن جنته التي عرضها السموات والأرض بسوء عمله، وإن الأمان غداً لمن باع قليلاً بكثير وفانياً بباق، وفقنا الله تعالى وإياكم إلى ما يحبه ويرتضيه، ونسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه بحق محمد وآله (صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين) آمين اللهم آمين.

  ألا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على النبي وآله فقد قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٥٦}⁣[الأحزاب]، وقال رسول الله ÷: «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً»، وقال في حديث آخر: «أكثروا علي من الصلاة والصدقة في يوم الجمعة فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال».

  اللهم صل وبارك وترحم وتحنن وسلم على البشير النذير، الداعي إليك بإذنك والسراج المنير، أبي الطيب والطاهر والقاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه من حكمه في كل شيء إلا النبوة كحكمه، أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، ويعسوب الدين أبي الأئمة الأطايب، أشجع طاعن وضارب،