[فضل المساجد]
  ونتملكه وننتفع به إلى حين، واصطفى المساجد لنفسه، وشرفها بنسبتها إليه فقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}[الجن: ١٨]، ولم تكن مهمة المساجد منذ الأعوام الأولى لظهور الدعوة الإسلامية المحمدية إلا العبادة وتبليغ الدعوة، ووضع الأسس الصحيحة لبناء المجتمعات الإسلامية بناءً سليماً، يؤمن لها الحلول لمشاكل حياتها، ومسائل حاضرها ومستقبلها من كتاب الله وسنة رسول الله ÷، حلولاً ما عرفت الحيوة أوفى منها ولا أهدى سبيلاً، فالذين يتجهون إلى بيوت الله لهذه الغاية النبيلة هم زوار الله وعمار بيوته، وإليهم يشير الحديث القدسي الذي روي عن رسول الله ÷ عن رب العالمين حيث يقول: «إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها هم عمارها، فطوبى لمن تطهر في بيته ثم زارني في بيتي»، وحق على المزور أن يكرم زائره، فالمساجد بيوت الله، وهي مهبط الملائكة ومثوى عباد الله الصالحين المتقين كما ورد في الأثر: «المسجد بيت كل تقي»، يصل المسلم فيها حباله بحبال السماء ويزكي نفسه ويسمو بروحه لتتصل بمعارج القدس، وهي كالمستشفيات لطب الأرواح والنفوس، فعن المصطفى سيدنا محمد ÷ أنه قال، ما معناه: «المساجد سوق من أسواق الآخرة من دخلها كان ضيفاً لله، ومن كان ضيفاً لله فقراه المغفرة، وتحيته الكرامة، فعليكم بالرّتاع، قيل: يا رسول الله وما الرتاع؟، قال: الدعاء والرغبة إلى الله ø»، ويروى عنه ÷: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، ثم تلى قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}[التوبة: ١٨]»، وعنه ÷ أنه قال: «بشر المدلِّجين إلى