خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[فضل المساجد]

صفحة 87 - الجزء 1

  المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون»، وفي رواية أخرى: «بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بنور تام يوم القيامة»، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) يقول عند دخول المسجد: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، وفي رواية بزيادة: «اللهم افتح لنا أبواب رحمتك»، وعنه # قال: «كانت جارية خلاسية تلتقط الأذى من مسجد رسول الله ÷، فسأل عنها، فقيل: إنها توفيت، فقال: لذلك رأيت لها الذي رأيت، رأيت كأنها في الجنة تلتقط من ثمارها، ثم قال ÷: من أخرج أذى من المسجد كانت له حسنة والحسنة بعشرة أمثالها، ومن أدخل أذىً في المسجد كان ذلك عليه سيئة والسيئة بواحدة»، وما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله ÷ أنه قال: «ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فما منكم من رجل يخرج من بيته متطهراً فيصلي في الجماعة مع المسلمين ثم يجلس في مجلسه منتظراً للصلاة الأخرى إلا والملائكة تقول: اللم اغفر له، اللهم ارحمه، ثم قال: فإذا قمتم إلى الصلاة فسووا صفوفكم وسدوا الفُرَج فإني أراكم من وراء ظهري، فإذا كبر الإمام فكبروا»، أو كما قال.

  إن الشارع رغب في إنارة المساجد بتسريجها ونحوه فيما يرغب المصلين، ونهى عن الحديث فيها وأنه يذهب الحسنات، ونهى عن أكل الثوم ونحوه مما يؤذي المصلين، وعلى كل حال فالآيات والأحاديث في هذا المجال موسعة، كلها تشير بوضوح إلى فضل المساجد، وإلى توفر الأجر الكبير الجزيل للقائمين بإحيائها وعمارتها سواء بالذكر والعبادة أو بتوفير المياه