[معاني الصلاة والزكاة]
  الإسلام ليعطي هذه الفريضة صفة قانونية صارمة يعاقب عليها القانون الإسلامي في الدنيا والآخرة عقاباً صارماً، إن الإسلام حينما يلزم أبناءه بأداء فريضة الزكاة، إنما يستهدف توجيه غريزة حب المال التي هي في كل إنسان توجيهاً يجني تمرتها الفرد والمجتمع، بحيث تكون الثروات ملكاً لجميع أبناء الأمة لئلا يستبد بها فئة من الناس على حساب الآخرين، وتعطينا هذه الصورة الوضاءة من منهج الله العظيم درساً يجعلنا نؤكد أن الفرد والمجتمع في المنهج الإسلامي لا حدود بينهما، بل تتشابك مصالحها، فيعمل الفرد من أجل المجتمع، ويعمل المجتمع من أجل الفرد وفقاً لنظام رصين، ولا تتحقق هذه الفضيلة إلا بتزكية النفوس من عنفوان الأنانية والأثرة التي فرضت الزكوة لتحقيقها.
  وهنالك فائدة أخرى من أداء هذه الفريضة، وهي تتمثل في أن النفوس البشرية سيختفي ما تنطوي عليه من أحقاد وبغضاء، سيما في نفوس الضعفاء، فهم حين يرون أصحاب الثروات يدفعون لهم نصيبهم منها متمثلاً بضريبة الزكوة، فستكون نظرتهم لهؤلاء نظرة حب وإكبار، فيتحول العداء والتناقض إلى إخاء وإخلاص ومحبة، ثم إن الغاية من فرض الزكوة ليست لتزكية النفوس فقط؛ بل هنالك غاية أخرى يتعلق بمحيط الإنسان نفسه، فينمو رزقه وتزداد ثروته وتكثر خيراته لأن شرائط الإيمان الحقيقي والتقوى التي أعد الله لأهلها جنته شرائط الإيمان هو أداء جميع الفرائض، ومنها فريضة الزكوة، وأيضاً لما كانت البركة منوطة بالإيمان والتقوى، يتبين لنا أن الزكاة نماء في الرزق، وقد بين الله هذه الحقيقة في القرءان حيث يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: ٩٦].
  نسأل الله سبحانه أن يعيننا على أداء الصلوات، ودفع الزكوات، واجتناب المحرمات، إنه سميع مجيب.