كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 327 - الجزء 1

  لأهل بيت مُحَمَّدٍ ÷، ولكن إنطلقوا إليه وأخبروه بما سمعتم من قول نبيئكم مُحمَّدٍ ÷، ولا تتركوا شبهةً من أمره ليكون ذلك أوْكَدَ في الحُجَّة وأبلغَ في العقوبة إذا لقيَ اللهَ وقد عصاه وخالف أمر نبيئه ÷. فانطلق القوم في يوم جمعةٍ في وقت صلاة الظهر حتّى جَثَوْا حول منبر رسول الله ÷، فأقبل أبو بكر فصعد الْمِنْبَرَ فقال المهاجرون للأنصار: قوموا فتكلّموا بما سمعتم من قول نبيئكم ÷، فقال الأنصار للمهاجرين: بل أنتم قوموا فتقدَّموا فإن الله تعالى قدّمكم علينا في كتابه قال الله تعالى: {لَّقَد تَّابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ}⁣[التوبة: ١١٧] وكان أوّل من تكلّم خالد بن سعيد، فقام قائماً على قَدَمَيْهِ وقال: معاشر المسلمين: أُنشدكم الله، وبحقِّ رسول الله ÷ تشهدون بأنّ رسول الله ÷ قال لي: «هذا خالد صِدِّيقُ قَوْمِهِ»؟ فقالوا: بلى والله نشهد بذلك، فقال: يا معاشر المسلمين فأَنا أَشهد أَنّي سمعتُ رسول الله ÷ وهو يقول: «عَلِيٌّ قَائِدُ الْبَرَرَةِ وَقَاتِلُ الْكَفَرَةِ وَهُوَ أَحَقُّ بِالأَمْرِ بَعْدِي» ثمّ جَلَسَ. وقام من بعده أبو ذَرٍّ الغفاري فقال: يا معاشر الناس: أُنشدكم بِاللَّهِ وبحقِّ رسوله تشهدون بأنَّ رسول الله ÷ قال: «يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَبَا ذَرٍّ تَمُوتَ وَحْدَكَ، وَتُدْفَنُ وَحْدَكَ، وَتُحْشَرُ وَحْدَكَ، وَتُحَاسَبُ وَحْدَكَ، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَحْدَكَ يُكْرِمُ اللهُ سَبْعَةَ نَفَرٍ يَلُونَ غَسْلِكَ