كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تعريف علم الكلام والأدلة من الكتاب والسنة

صفحة 31 - الجزء 1

  هِيَ أَقْوَمُ}⁣[الإسراء: ٩] ولم يفصل، وبقول علي # في خطبة الأشباح: (فانظر أيّها السائل بعقلك فما دلَّك القرآنُ عليه من صفته سبحانه وتعالى فاتَمَّ به).

[تعريفُ علمُ الكلامِ والأدلّة من الكتابِ والسّنة]

  وأمَّا لِمَ سُمِّيَ علمَ الكلام: فذلك اسمٌ غَلَبَ عليه وإن كان كل علم كلاماً، كما غلب على علم النحو إسمُ النحو، وإن كان كل علم مَنْحُوّاً أي: مقصوداً، وكذلك علم الفقه، فإنه غلب عليه هذا الإسمُ، وإن كان كل علم مفقوهاً. وقال الغزالي: لأنه العلم الكُلِّي لأنه كلام في كل شيءٍ من الخالق، والمخلوق، والمعدوم، والموجود، والقديم، والمُحدَثِ.

  وأمَّا فضلُهُ: على سائر العلوم: فمن جهة العقل والسمع: أمّا من جهة العقل فلأنّ الشّيءَ يَشْرُفُ بشرف معلومه، ألا ترى أنّ التفاسير لمّا كان معلومُها كتاب الله تعالى واستخراج أسراره شَرُفَتْ بشرفه، و لمّا كان معلوم الفقه: الحلال والحرام، والتمييز بينهما، شرُف بذلك، ومعلومُ هذا الفن: الله تعالى، وصفاته، وعدله، وهو أعظم الأشياء فوجب أن يَشْرُفَ بذلك وأن يكون أشرف العلوم.

  وأمّا من