تنبيه
  الأجنبيّيْنِ، فلمّا علمنا صحة الملاعنة بينهما دل ذلك على أنّ الفسق ليس بكفرٍ.
  (وَأمَّا الأسْمَاءُ فَيُقَالُ: كَافِرٌ وَمُلْحِدٌ لِأنَّهُ جَاحِدٌ لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِجَنَّتِهِ، وَنَارِهِ، وَلَا شَكَّ أنَّ الْفَاسِقَ لَا يَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ) وقد بطل بما قرّرنا ما تقوله الخوارجُ. وقوله: فيقال: كافرٌ وملحدٌ ما كان ينبغي لأنّ إطلاق الكافر على الفاسق هو عينُ محل النّزاع، وأمّا ملحدٌ فهو اسمٌ لكافرٍ مخصوصٍ، وهو: الجاحدُ للصّانع، فعدم إطلاقه على الفاسق كعدم إطلاقه على من كفر بغير ذلك فافهم.
«تنبيهٌ»
  الكفرُ في أصل اللُّغة: التّغطيةُ ومنه سُمِّيَ اللّيلُ كافراً لتغطيه ما أبَانَهُ نُورُ النّهار؛ ومنه سُمِّي الزّرَّاعُ كافراً لتغطيته البذر بالتّراب، ومنه سُمِّيَ المُسْتلئمُ كافراً لتغطّيه بِلأْمَةِ حَرْبِهِ وفي عُرفها: الإخلالُ بالشّكر قال الشاعر:
  نُبِّئْتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي ... وَالْكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ الْمُنْعِمِ
  وفي الإصطلاح: مستعملٌ في معاصٍ مخصوصةٍ يُستحقُّ عليها العقابُ الأعظمُ مع أحكام دنيويّة مخصوصة تتبع ذلك العقاب. وحقيقةُ الكافر [هو] المُستَحِقُّ للعقاب الأعظم مع أحكام دنيويّةٍ مخصوصةٍ، ومقتضى كلام الأساس أنّهُ المرتكبُ لمعصيةٍ مُخرِجةٍ له من مِلّةِ الإسلام.
  (وَأمّا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْفَاسِقَ لَا يُسَمَّى مُنَافِقاً) كما يزعمه الحسنُ البصري (فَلِأَنَّ الْمُنَافِقَ) بإجماع الصحابة (مَنْ أبْطَنَ الْكُفْرَ وَأَظْهَرَ الإِسْلَامَ وَ) معلومٌ (أنَّ الْفَاسِقَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ) فكيف يكون