المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:
  بايع لأبي بكر قال: فإن لّم قال: ضربنا عنقك، وكذلك فإن المرويّ عن أبي بكر أنه قال لسعد بن عُبَادَةَ: لئن نزعتَ يداً من طاعةٍ أو فرَّقتَ جماعةٍ لأضربنّ الذي فيه عيناكَ. إلى غير ذلك من الأُمور الشنيعة. وكفى في بطلان دعوى الإجماع بما رواه الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة قال: لمّا بُويع لأبي بكر وارتقى المنبر منبر رسول الله ÷ وكان ممّن قعد عن بيعته إثنا عشر رجلاً: سِتّةٌ من المهاجرين، وستّةٌ من الأنصار، فكان من المهاجرين: خالد بن سعيد، وأبو ذر، وعمّار، والمقداد، وسلمان، وأُبَيّ بن كعب. وكان من الأنصار: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي، وأبو الهيثم بن التّيهان، وسهل بن حُنَيْفٍ، وأبو بُرْدَةَ الأسلمي، وخزيمة بن ثابت ذو الشّهادتينِ، وأبو أيّوب الأنصاري. فقال بعضُهم لبعضٍ: قوموا إلى هذا الرجل فأنزلوه من منبر رسول الله ÷، فقال بعضُهم: إنّ هذا الرجل اتّفقتْ عليه الأمَّةُ، ولكن إنطلقوا بنا إلى صاحب هذا الأمر حتى نُشَاوره ونَسْتَطْلِع رأيه، فانطلق القومُ حتّى أتَوْا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فقالوا يا أمير المؤمنين: كُنّا في مسجد رسول الله ÷ ورأينا هذا الرجل قد صعد مِنْبَرَ رسول الله ÷ فأردنا أنْ ننزله عنه فكرهنا أن ننزله دونك، ونحن نعلم أنّ الحق لك فقال #: (أَمّا إِنَّكُمْ لَوْ فَعَلْتُمْ مَا كُنْتُمْ إلَّا حَرْباً لَهُمْ وَمَا كُنْتُمْ إِلَّا كَالْكُحْلِ فِي الْعَيْنِ، أوْ كَالْمِلْحِ فِي الزَّادِ، وَقَدِ اتّفَقَتْ هذِهِ الأُمَّةُ التّاركةُ قول نبيئها الذين باعوا آخرتهم بدنياهم، وقد شاورتُ في ذلك أهل بيتي فَأبَوْا إِلَّا السُّكوت لِمَا يعلمون من وَغَرِ صُدُورِ القوم وبُغْضِهِمْ