كتاب الإيضاح شرح المصباح الشهير (بشرح الثلاثين المسألة)،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

المسألة السابعة والعشرون في إمامة علي #:

صفحة 334 - الجزء 1

  علم لك بما أحدثوا إنّهُمُ ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى». ومن صحيح مسلم رفعه إِلى ابن عباس [¥] قال: قام فينا رسول الله ÷ بموعظةٍ فقال: «يا أيها الناس إنّكم تُحشرون إلى الله ø عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده وعداً علينا إنّا كنا فاعلين، ألا وإنّ أوَّل الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم #، ألا وإِنه سَيُجَاءُ برجال من أُمَّتِي فيُؤْخذُ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي؟ فيقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك» ومن الجمع بين الصحيحين قال: وأخرجه البخاري من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبيء ÷ قال: «بينما أنا قائمٌ إذ أقبلت زمرةٌ حتى إذا عرفتُهُم خرج رجل بيني وبينهم فقال هلمَّ فقلتُ: إلى أيْنَ؟ فقال: إلى النار واللهِ قلت: ما شأنهم؟ قال: إنّهُمُ ارتدُّوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتُهُم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلتُ إلى أين؟ قال إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنَّهُمُ ارتدُّوا على أدبارهم فلا أرَاهُ يَخْلُصُ منهم إلَّا مثلُ هَمَلِ النَّعَمِ» انتهى. فتأمل أيُّها المنصفُ فإنك لا تجد لدعوى صِغَرِ معصيةِ الصحابة في تقدُّمهم على عليّ # إلَّا مجرد المحاباة، وإلّا فَهَلُمّ الدّلِيلَ على الفارق والمخصِّص لما ذكرنا من الأحاديث.

  قالوا: كان أمير المؤمنين [#] يتولَّاهم ويُرَضِّى عنهم.

  قلتُ: إن صحّ ذلك فمعارضٌ بما رواه أئمة الهدى من التَّجَرُّم والشَّكوى من أخذهم حقَّه والعزم على حربهم لو وجد الناصر وقد قدّمنا في ذلك من الرّوايات ما فيه كفايةٌ. ثم إنّا نقول للمعترض: أخبرنا عن تَوْلِيةِ عليّ #