العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

العالم محدث:

صفحة 14 - الجزء 1

  الحركات والسكون والتغير والتحول ومافيه من النباتات وتغير أحوالها وما فيه من الحيوانات على تعدد أشكالها وغير ذلك من دلائل الحدوث وذلك يدل دلالة قاطعة لا ريب في ذلك ولا شك وأن العقول على مختلف اتجاهاتها وتنوع تفكيراتها تكشف عن دقائق الحكمة الباهرة واسرارها البالغة في مخلوقاته وتقف بالإنسان أمام أسرار عظيمة من الحكمة والإتقان قال تعالى: {وَفِي الأَرضِ آياتٌ لِلموقِنينَ}⁣[الذاريات: ٢٠] وقال تعالى: {وَفي أَنفُسِكُم أَفَلا تُبصِرونَ}⁣[الذاريات: ٢١] والآيات كثيرة ومعروفة ولا نطيل الكلام بإيراد ذلك لأن المقصود هو الاختصار ولأن الله سبحانه قد أمد الإنسان بوسائل العلم وإمكان العمل وسخر له ما اودع في هذه الأرض من معادن وكنوز وأشجار ومافيها من الأنعام وغيرها مما يؤكل ويركب ويتوصل بها إلى غايات من المنافع وكل هذا يدل على حدوث العالم وعلى محدثه العليم القدير {أَفَرَأَيتُمُ النّارَ الَّتي تورونَ ٧١ أَأَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَها أَم نَحنُ المُنشِئونَ ٧٢ نَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً وَمَتاعًا لِلمُقوينَ ٧٣ فَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظيمِ ٧٤}⁣[الواقعة: ٧١ - ٧٤] سبحانك يا إله العالمين ما أعظم قدرتك وتدبيرك وحكمتك التي عجزت الألسن عن الإفصاح بأقل قليل من هذه الحكمة العظيمة ولا قوة إلا بالله.