العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الوعد والوعيد

صفحة 39 - الجزء 1

الوعد والوعيد

  إن الله سبحانه وتعالى قضت حكمته أن يجعل داراً غير هذه الدار ليجازي فيها كل عامل بما عمل وذلك تبع التكليف والقرآن يصرح بالدار الآخرة والعقل يحكم بذلك وتجد في القرآن آيات كثيرة تذكر بالبعث والنشور وتخوف بأهوال ذلك اليوم الموعود.

  ويجب على الإنسان الإيمان بالبعث لأن في ذلك صلاح العقيدة ولها شأنها من الصلاح والإصلاح في هذا الدار لأن الإنسان إذا استقرت فيه هذه العقيدة وأمن بالعبث إيماناً صحيحاً فإنه يكثر فيه الخير والإحسان ويتباعد عن الشر والإفساد ويكثر فيه الصلاح لأن الإنسان في كل عصر تغلب عليه الحياة الدنيوية وتغلبهم وتخدعهم بزخارفها ومتاعها الفاني فكثير ممن يغلبه هواه يعتريهم الشك في البعث ودار الجزاء فلايصدقون أنهم يبعثون بعد الموت ويحاسبون إما لأن ذلك أمر لا تدعو إليه حاجة في نظره وليس له دليل إلا الاستبعاد حيث أنه يشاهد أجسام الأموات تتفرق وتفسد وتفنه الأرض فلايكاد تسلم عقولهم أن يصدقوا بعودته جسماً سوياً وإنساناً حيوانياً كما