العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الشفاعة

صفحة 45 - الجزء 1

  {لَيسَ بِأَمانِيِّكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سوءًا يُجزَ بِهِ}⁣[النساء: ١٢٣] الآية السابقة لا يجد له هناك ولياً ولا شفيعاً {يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ ٨٨ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ ٨٩}⁣[الشعراء: ٨٨ - ٨٩] لا حميم هناك ينفع ولا صديق يشفع ولا قوة تمنع أجارنا الله من عذابه ونفعنا بما علمنا من كتابه آمين.

الشفاعة

  هي للمؤمنين زيادة في إكرامهم ولمن استوت حسناته وسيئاته أما العاصي فلايستحق الكرامة لأن الشفاعة كرامة قال تعالى: {وَالَّذينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثلِها وَتَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ما لَهُم مِنَ اللَّهِ مِن عاصِمٍ}⁣[يونس: ٢٧] أي عاصم يمنع أو شافع يدفع وقال تعالى: {وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ}⁣[البقرة: ٢٧٠] وقال تعالى: {فَما تَنفَعُهُم شَفاعَةُ الشّافِعينَ}⁣[المدثر: ٤٨]، وقال: {وَلا تَنفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُم يُنصَرونَ}⁣[البقرة: ١٢٣]، وقال: {وَما هُم عَنها بِغائِبينَ}⁣[الإنفطار: ١٦]، وقال: {وَلا يَجِدون لَهُم مِن دونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصيرًا}⁣[النساء: ١٢٣]، وقال: {وَلا يَشفَعونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضى}⁣[الأنبياء: ٢٨]، وقال: {فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرضى عَنِ القَومِ الفاسِقينَ}⁣[التوبة: ٩٦]، ولو كانت الشفاعة للعاصي لبطلت الموالاة والمعاداة ولأن الشفاعة من أعظم