العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

التوحيد:

صفحة 16 - الجزء 1

  ذات الله تعالى» ولا شك أنه لا يحصل المتفكر في ذاته على طائل بل يحصل له ضرر أكثر حيث أنه لا يقف على حقيقة ولذا روي «من تفكر في المخلوق وحد ومن تفكر في الخالق ألحد».

  قال أمير المؤمنين #: «بصنعه يستدل عليه وبالعقل تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته، دليله آياته ووجوده إثباته ومعرفته توحيده وتوحيده تمييزه من خلقه».

  واعلم أن الوحدة لله ثابتة ذاتاً وصفة ووجوداً وفعلاً.

  أما الوحدة الذاتية فلامتناع التركيب في ذاته لأنه ليس بجسم ولا عرض كما بيناه.

  وأما الوحدة في الصفة فلأنها تابعة لمرتبة الوجود وليس في الموجودات ما يساوي واجب الوجود في مرتبة الوجود.

  وأما الوحدة في الوجود فلأنه قد ثبت أنه واجب الوجود قديم وليس له ند ولا شبيه.

  وأما وحدة الفعل فلأنه موجد الممكنات وصانع المخلوقات من العدم ولا يقدر على ذلك إلا هو.