العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

المقدمة

صفحة 6 - الجزء 1

  صانع المخلوقات وباري الأرض والسموات لأنه لا يتحقق إسلام الإنسان وإيمانه إلا بعد أن يعرف الله تعالى ولأن معرفة الله هي الأساس الذي تقوم عليه الحياة الروحية كلها ومنها يتفرع التصديق بالأنبياء والرسل وما يتصل بذلك من الإيمان بالوعد والوعيد وبما جاءت به الرسل من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبها تشعبت المعارف بعلم ما وراء الطبيعة من الملائكة والجن وعنها انبعثت معرفة الحياة وما تنتهي إليه من الموت والحياة البرزخية والأخروية من البعث والنشور والحساب واستحقاق الثواب والعقاب.

  نعم إن القرآن قد أرشدنا إلى تقويم الأفكار ودعانا إلى حسن التأمل وإمعان الأنظار، {قُل إِنَّما أَعِظُكُم بِواحِدَةٍ أَن تَقوموا لِلَّهِ مَثنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّروا ما بِصاحِبِكُم مِن جِنَّةٍ}⁣[سبأ: ٤٦] {قُلِ انظُروا ماذا فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ}⁣[يونس: ١٠١] {أَوَلَم يَتَفَكَّروا في أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ}⁣[الروم: ٨] فأمرنا بالتفكر وحسن النظر والتدبر في معرفة دقائق حكمة الله وأسراره في ملكوت السموات والأرض تحصيلا لليقين وتباعداً عن الشك والارتياب وعن التقليد المذموم الذي لا يجوز سلوكه ولا اعتماده في أصول الدين، وكان