العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الوعد والوعيد

صفحة 40 - الجزء 1

  كان لعدم معرفتهم بربهم وكمال قدرته ولأنه مخالف لعقولهم في مستوى تفكيرهم ومعتاد أفعالهم وقد رد عليهم هذا الاستعباد وقاس الإعادة بالبداية والإعادة أهون من البداية عقلا فقال تعالى: {وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلقَهُ قالَ مَن يُحيِي العِظامَ وَهِيَ رَميمٌ ٧٨ قُل يُحييهَا الَّذي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَليمٌ ٧٩}⁣[يس: ٧٨ - ٧٩] وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذي يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَهُوَ أَهوَنُ عَلَيهِ}⁣[الروم: ٢٧] وقال تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعلى فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ}⁣[الروم: ٢٧] ومن لم يعرف الله وكمال قدرته لا يقر إلا بما يألفه نظره ويعتاده لأن المدار هو الإيمان واليقين بالله ومعرفة عدله وأنه لا بد من التناصف وأن يأخذ للمظلوم من الظالم حيث أنه جل وعلا خلى بينهم في هذه الدار فمن عدل الله التناصف والله الموفق.

  لاشك أن الإيمان بالبعث يحتاج إلى عقل ذكي يفهم عن الله فهما جيداً لأنه من الإيمان بالغيب ولذا كان للإيمان بالغيب مزية عظيمة ومدح الله المؤمنين بالغيب فقال تعالى: {الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ ٣ وَالَّذينَ يُؤمِنونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يوقِنونَ ٤}⁣[البقرة: ٣ - ٤] أي لا يشكون ولا يرتابون {أُولئِك