النبؤة والإمامة
  العقل بإرسال رسله تأكيداً للحجة كما قال تعالى: {لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥] وبينوا الشرائع الواجبة وبينوا للناس ما نزل إليهم وأوضحوا كل ما يجب على المكلف من تأدية شكر الله تعالى وجعلهم رحمة للعالمين ينقذونهم من بحور الجهالات ومفاوز الضلالات ومما أوجب الله الإيمان بهم لتصديق نبوتهم وبما أنزل الله عليهم قال تعالى: {قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ وَما أوتِيَ موسى وَعيسى وَما أوتِيَ النَّبِيّونَ مِن رَبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ}[البقرة: ١٣٦] فالأمر من الله يجب العمل به وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥] الآية فيجب الإيمان بما ذكره الله وذلك من أركان الإيمان.
  هذا وقد جرت عادة المؤلفين في هذا العلم أن يتبعوا ذلك بالنبوة والإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلوا ذلك من مسائل أصول الدين ولا شك أن ذلك كذلك وأدلة ذلك قطعية فسنشير إلى ذلك إجمالا خوفاً من الإطالة فنقول: