وجوب معرفة الله سبحانه
  النعم قبيح عقلا فالجهل بالمنعم قبيح والإخلال بالشكر كذلك قبيح.
  وأما الشرع فالقرآن قد تضمن كثيراً من الآيات التي تثير العقل على التفكر والنظر المؤدي إلى معرفة الله وقد نصب الله دليلاً على معرفته بما أبدع الله من عجيب مصنوعاته، وغرائب حكمته ومختلفات مخلوقاته ودلنا على أسرار حكمته ليكون ذلك طريقنا إلى معرفته التي تجب على كل مكلف وقد أرشد الله العقول إلى التفكر وأمر بذلك وأوجبه لازماً. فقال تعالى: {قُلِ انظُروا ماذا فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ}[يونس: ١٠١] {أَوَلَم يَتَفَكَّروا في أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ}[الروم: ٨] إلى غير ذلك، منها ما هو بلفظ الأمر المفيد للوجوب وماهو بلفظ الاستفهام الإنكاري وماهو بلفظ التخصيص والحث وغيرها مما هو مثير لدفائن العقول والكاشفة للعقول.
  ومن العجب انك ترى كثيرا يعرضون عن التدبر والتفكر وهم من العقلاء الأذكياء وما سبب ذلك الا أنه خيم عليها الجهل والضلال فمنهم الذين يجحدون نعمة العقل ولا يستعملونه فيما خلق لأجله ويغفلون عن آيات