العقيدة الأصولية ويليه النظم البديع في الرد على أهل التشبيه والتبديع،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

امتياز النظر الفكري عن غيره

صفحة 10 - الجزء 1

  يدرك الحقائق وهو العقل الذي يضمن لصاحبه سعادة الدنيا والآخرة وهو به غني عن أنظمة البشر وتفكيرهم ولن يكون المخلوق بأعظم من الخالق فقد ركب لكل إنسان عقلا ليمتاز به عن غيره ويعتمد عليه في عملية التفكير وما ينتجه العقل عند الجميع هو شيء واحد وهو الفطرة التي فطر الناس عليها لا تختلف ولا تتحول في نظر العقل إن استعمل صحيحاً وهي فطرة الإسلام التي هي نظام شامل لحياة الإنسان وتضمن له السعادة الأبدية سعادة الدنيا والآخرة ولقد أثنى الله على الذين يمعنون النظر في الحقائق ويميزون بين الأشياء المتضادة بعد البحث والانتقاد فيأخذون الأحسن ويدعون غيره فقال تعالى: {فَبَشِّر عِبادِ ١٧ الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ ١٨}⁣[الزمر: ١٧ - ١٨] إنه العقل الذي يميز بين الأشياء فيدرك الحسن منها والقبيح وهو آلة عظيمة والإنسان به إنسان بشري يوجد به قيمته ويظهر حليته وإنسانيته وهو حكمة بالغة أوجده الله في الإنسان وهو أعظم حجة عليه ولذا قال بعضهم: إنما سمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن المهالك العاجلة والآجلة وبه الكفاية في التنوير والهداية.