الوعيد:
  الاهتمام بها، فكشفوا مشكلها، وأبانوا مجملها، وقاوموا كل من خالفها من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة والملحدين، وأجابوا على مشبِّهة هذه الأمة، ومجسمتها، ومجبرتها وقدريتها، ومرجئتها، وخوارجها، وروافضها، ونواصبها، وأجابوا على كل شبهة أوردوها، أومشكلة أثاروها، بأجوبة قوية، وحجج سوية، وبينوا كل مسألة بأدلة عقلية، ونقول نقلية من الكتاب والسنة النبوية، وأصبحت كل ادعاءاتهم {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}[النور: ٣٩]. وما هذه الرسالة التي بين يديك الكريمتين إلا أحد النماذج الشاهدة والأدلة الصادقة، مؤلفها من صفوة الصفوة، وخيرة الخيرة، فارس من فرسان هذا الميدان، وبطل من أبطال مسائل العرفان، الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم سلام الله ورحمته وبركاته، وقد ناقش فيها جميع الأصول الأساسية، ودلل عليها بأدلة نقلية وأخرى عقلية.
  وفي الأخير: أسأل العلي القدير أن ينفعنا بها، ويوفقنا إلى ما فيه الخير والتيسير، ويجنبنا كل عسير، ويجعل أعمالنا خالصة، ونياتنا صادقة.