نشأ والفضائل تكتنفه من كل الجوانب، والشمائل المحمدية تتجاذبه إلى علياء المراتب.

  والده إمام الأئمة، وقائد الأمة، الإمام الهادي لدين الله القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، من أحيا الله به الدين، وأقام به شريعة سيد المرسلين، مؤسس الدولة الزيدية في اليمن، ومحيي الفرائض والسنن.

  ووالدته الشريفة الفاضلة فاطمة بنت الحسن بن القاسم بن إبراهيم، المؤمنة الصابرة.

  وشقيقه الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي العالم النحرير، والفقيه الشهير، الورع، الزاهد، الشجاع، المجاهد.

  وجده الحافظ الكبير، الورع، الزاهد، الحسين بن الإمام القاسم بن إبراهيم.

  وعمه الحافظ النحرير، والزاهد الكبير، عبدالله بن الحسين بن القاسم.

  ففي ظل هذا البيت الرفيع النسب، العالي الرتب، نشأ، وفي أحضانه ترعرع ونما. وكانت نشأته نشأة فتى يحس بدماء النبوة تجري في عروقه، ويشاهد في البيت القاسمي أنصع صور الطهر والفضيلة، وأرقى مراتب الزهد والعبادة.

  ولا تقع عينه في ذلك البيت العلوي إلا على إمام شهير، أو محدث كبير، أو عالم نحرير، فلا غرابة أن ينشأ متحلياً بأنبل الصفات، وأشرف الأخلاق، والمعدن من أصله لا يستغرب.