وأما ورعه وزهده:
  وقد تلقى علومه على يد والده وأعمامه، ولم يبق من فنونها فن إلا طار في أرجائه، وسبح في أثنائه، ومؤلفاته تدل على طول باعه، وغزارة علمه ومعارفه.
وأما ورعه وزهده:
  فلقد عرف بجبريل أهل الأرض، نظراً لكثرة إخْبأته، وشدة ورعه وعباداته، وخوفه وخشيته في كل أوقاته، كيف لا وهو سليل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، فهو القائل عندما بويع بالإمامة وأجبر على الزعامة، ضارباً موقفاً فريداً بين مواقف حكام المسلمين قاطبة: (فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق، ويأمر بالمعروف، ويرغب في الجهاد، ويختار رضاء الله على رضاء المخلوقين إلا القليل، اخترت الباقي الدائم على الفاني الزائل، وأيقنت أن السلامة في الزهد والاشتغال بعبادة رب العالمين، والاعتزال عن جميع المخلوقين، وكنت في ذلك كما قال الله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ ٥٤}[الذاريات: ٥٤](١).
شجاعته وجهاده:
  وكان شجاعاً، بطلاً، مغواراً، مجاهداً في سبيل الله، لا يخاف في الله لومة لائم، أو سطوة ظالم، همه إقامة الدين، ومكافحة المفسدين، وهو
(١) أئمة اليمن: ١/ ٧٥.