[تفسير بعض المتشابه]
  ينسب إلى الله رب العالمين؟ أو يقال به في أحكم الحاكمين أن يكون يقضي عليه بمعصيته ثم يعذبه عليها!
[تفسير بعض المتشابه]
  فإن قال قائل: فإن الله سبحانه يقول في كتابه: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[النحل: ٩٣] فقد نراه يضل؟
  قيل له: إنك تتبع ما تشابه منه، كما قال الله سبحانه: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}[آل عمران: ٧] وقد أخبر أن تأويله ما يعلمه إلا الله والراسخون في العلم والقرآن عربي ليس بأعجمي، إنما يفسره العلماء من آل رسول الله ÷، ممن له المعرفة باللغة والقصد الذي أراد الله به، فمعنى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} فإنما هو يوقع اسم الضلالة عليهم لما أن استوجبوا بفعلهم اسم الضلال، سماهم ضالين، وهذا موجود في اللغة إذا قال رجل لرجل: يا ضلال فلان ضللني ولم يضله عن طريق ولا محجة، وإنما سماه ضالاً، فلما أن سماه ضالاً قال ضلله، فعلى هذا يخرج معنى قوله سبحانه: {يُضِلُّ} أي يوقع اسم الضلال على من يستاهل ذلك بفعله، ولو كان كما يقول المبطلون يقضي عليهم بالمعاصي حتماً وبالطاعة حتماً كما قضى بالموت والخلق، فجعل منهم أبيض وأسود وأحمر وأصفر وأسمر وطويلاً وقصيراً، ماذمهم على معاصيهم، ولا عاقبهم على فعلهم، ولا حمدهم على حسناتهم، ولا