كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب القول في الوعد

صفحة 36 - الجزء 1

  يضرب بها رؤوسهم، إن استغاثوا من جوع أطعموا الزقوم، وإن استغاثوا من عطش سُقوا ماء الحميم، تُقطع أمعاؤهم في بلاء لا ينفد وعذاب سرمد مؤبد، لا يموتون فيها أبداً كما قال سبحانه: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ٧٤}⁣[طه: ٧٤] كلما احترقوا، حتى تبقى أرواحهم في رؤوسهم ردهم الله على ما كانوا عليه من الصحة، وكلما أخرجوا من عذاب دخلوا في عذاب لا يخرجون من عذابها ساعة، قال الله سبحانه: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}⁣[النساء: ٥٦].

  وقال عز من قائل: {وَمَا هُم مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}⁣[الحجر: ٤٨] وقال سبحانه: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ٧٧}⁣[الزخرف: ٧٤ - ٧٧] فإذا علمتم وأيقنتم أنه ليس بخارج من النار من دخل فيها فقد عرفتم الوعد والوعيد وأصبحتم لله سبحانه نعم أهل الطاعة والعبيد.