باب القول في الإمامة
  وفيهم ما يقول الله سبحانه مما افترض على خلقه من المودة لأهل بيت نبيه $ فقال: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(١) [الشورى: ٢٣] فأوجب محبتهم، وافترض ولايتهم، مثل الصلاة والصيام، فمن قام بما أوجب الله عليه فيهم سلم وغنم، ومن قصر في ذلك هلك وندم.
  وفيهم ما يقول الله ø: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}(٢) [الأحزاب: ٣٣].
  فبين الأمر فيهم سبحانه وأوضحه {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥].
(١) آية المودة من الآيات النازلة في فضل أهل البيت $، روى ذلك كثير من أهل البيت $ وأجمعوا عليه، وكذلك شيعتهم الأخيار، وممن رواها فيهم الحبري في تفسيره: ص ٣٥٩، والحاكم في مستدركه: ٣/ ١٧٢، وأحمد في مسنده: ص ١٠٥، وابن المغازلي في المناقب: ص ٣٠٧، وابن حجر في الصواعق: ١٠١ وغيرهم.
(٢) تقدم الكلام في حديث الكساء.