باب القول في الجهاد
  من زاده ليوم معاده {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ٨٩}[الشعراء: ٨٨ - ٨٩].
  النجا النجا عباد الله، والطلب الطلب لما ينجي من العطب في يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧}[عبس: ٣٤ - ٣٧].
  فلا تغتروا رحمكم الله بالدنيا، ولا تستعملوا في حياتكم المُنَى، فكم من مغرور بأجله قد بغته الموت في غفلته، فالدنيا غارَّة لمن ركن إليها، مهلكة لمن وثق بها، لا يدوم خيرها، ولا تنفك حجايبها ولا فجايعها، من اطمأن إليها خدعته، ومن وثق بها صرعته، المغرور من اغتر بها، والجاهل من وثق بشيء منها.
  فبادروا فيما ينجيكم عند الله ويقرّبكم إلى ثوابه، ويباعدكم من أليم عقابه: {وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣}[لقمان: ٣٣].