كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

باب معاداة الظالمين والبراءة منهم

صفحة 59 - الجزء 1

  ثم قال سبحانه مؤكداً العداوة للظالمين، زاجراً عن موالاتهم: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}⁣[هود: ١١٣].

  فأعلمهم سبحانه أن جزاء من مال إلى الظالمين وأحبهم النار والخزي والهوان، ثم قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ١٤٤}⁣[النساء: ١٤٤].

  فنهاهم عن اتخاذ الكافرين أولياء، والكافر فكل من ارتكب المعاصي لله وخالف أمره وضاد حكمه، فهو كافر لنعم الله، قال سبحانه: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}⁣[المائدة: ٤٤].

  فأخبر سبحانه أن من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر معاند، يجب البراءة منه، والمعاداة له، والمباينة والهجران، حتى يعود إلى أمر الله وطاعته، أو تهلكه أحكام الله على معصيته، ألا تسمعون كيف يقول الله ø في خليله إبراهيم الأواه الحليم، حين يخبر عن فعله في الله ø حين يقول سبحانه: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ١١٤}⁣[التوبة: ١١٤] ثم قال ø في كتابه يخبر أيضاً عن إبراهيم # حيث يقول: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ