كتاب الأصول،

المرتضى محمد بن يحيى (المتوفى: 310 هـ)

تأويل قول الله ﷻ {فأقم وجهك للدين القيم}

صفحة 68 - الجزء 1

تأويل قول الله {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ}

  [الروم: ٤٣]

  يقول ø أقم نفسك لربك وخالقك، أقم نفسك للدين بكليِّتك لمصوّرك وجاعلك.

  وقوله: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ}⁣[البقرة: ١١٢] نفسه ودينه واستسلم له في جميع أموره وأخلص له سبحانه، ولم يرد سبحانه بما ذكر من ذلك الوجه دون سائر الأعضاء، الدليل على ذلك قوله سبحانه: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ}⁣[آل عمران: ٢٧].

  لم يرد سبحانه بما ذكر عنهم أن للنهار وجهاً كما يعقل من الوجوه ذوات التصوير التي أمر بغسلها عند الوضوء.

  فتعالى عن ذلك العلي الأعلى الخبير، وعلى ذلك يخرج قوله {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}⁣[البقرة: ١١٥] أراد سبحانه الموجود في كل جهة الله تعالى، لا أن له وجهاً، فسبحان الله الخبير عما يصف المبطلون، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي وآله وسلم.

  تم الكتاب، والحمد لله رب الأرباب؛