باب الرد على من قال إن الله بصير بعين كأعين العباد
  يتناقض ما أحكمه ذو الجلال والسلطان، وحفظه من كل سوءٍ الرحمن، ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت: ٤١ - ٤٢].
  ويقول ﷻ عن أن يحويه قول أو يناله: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢}[البروج: ٢١ - ٢٢].
  فكيف يتناقض أو يبطل ما حفظه الواحد الكريم، وحاطه من كل باطل ودنس ذميم، ومنعه وحجره من الشيطان الرجيم، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وجاروا عن قصد السبيل والحق جوراً شديداً.
  فهذا الحق والصواب وهو قول الهادي إلى الحق ~، وقولنا وما إليه يؤول قولنا وأمرنا، وبه يأخذ من أراد الله من جميع أمة جدنا محمد ÷، وهو الواضح المستبين بهدي الله، من أراد الدين من جميع المسلمين، فمن قال بغير هذه المقالة فهو عند الله من الهالكين ولديه من المعذبين.