الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[الحديث الثاني والعشرون في فضائل فاطمة &]

صفحة 110 - الجزء 1

  يخرج لطول مكثه عندها، قال: فخرج عليهم وهم يعرفون الغضب في وجهه حتى جلس على المنبر، وفطنت فاطمة & بما فعل، فنزعت سواريها وقرطيها وقلادتها والعباءة التي على بابها فأرسلت بها إليه ÷، وقالت: «تقرأ عليك إبنتك السلام، وتقول: قد جعلت هذا في سبيل الله فليضعه رسول الله ÷ حيث شاء».

  قال فقال النبي ÷: «فداها أبوها - ثلاث مرات - ليست الدنيا - ثلاث مرات - من محمد ولا آل محمد. والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله ø من الخير جناح بعوضة ما أعطى لكافر شيئا أبدا»، ثم قام فدخل عليها⁣(⁣١).


(١) نقله العقاد في كتابه «فاطمة الزهراء والفاطميون» ص ٣٥ عن السمهودي، وهو كما قال في كتاب وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى ٢/ ٤٦٧ - ٤٦٨، قال السمهودي: وأسند يحيى عن محمد بن قيس «الحديث» بنصه، مع اختلاف في أخره وهو قوله ÷: «ما سقى كافراً منها شربة ماء»، وأخرجه أبن شاهين في مناقب فاطمة، وأحمد في مسند الانصار بإسنادهما عن أبي هريرة وثوبان أنهما قالا «الحديث» مع إختلاف يسير في اللفظ في أخره وهو قوله ÷: «فداها أبوها ثلاث مرات مالأل محمد وللدنيا فإنهم خلقوا للآخرة وخلقت الدنيا لغيرهم». وفي رواية أحمد: «فإن هؤلاء اهل بيتي ولا أحب ان يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا»، ذكر ذلك ابن شهر اشوب في مناقبه ٣/ ٤٤٣، وروى له شاهداً عن أبي صالح المؤذن بالاسناد عن علي #: أن النبي ÷ دخل على إبنته فاطمة فإذا في عنقها قلاده فأعرض عنها فقطعتها فرمت بها، فقال رسول الله ÷: «أنت مني يا فاطمة»، ثم جاءها سائل فناولته القلادة.

وفي مسند الرضا انه قال: «لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لبس الجبابرة» فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فاعتقتها فسر رسول الله ÷ بذلك. ويبدوا أنها أكثر من واقعة وفي مواقف مختلفة والله اعلم.