[الطريقة الأولى: إقامة البرهان ابتداء]:
  والثاني: فساد ما اعتمده المخالف من الطرق إلى معرفة ما ذهب إليه، فإذا قد فسد ما قاله صح ما خالفه.
  ويدخل في جملة ذلك ما اعتمده الفريقان، وتصحيح ما يصح، وبطلان مايبطل [مما] قالوا.
[الطريقة الأولى: إقامة البرهان ابتداء]:
  وبيان الضرب الأول بوجهين:
[الوجه الأول]
  أحدهما: أن(١) يُعلم ضرورة علما أولا أن هذا الشخص المشاهد هو والإنسان المتصرف في الأفعال، ومخالفة الضرورة لا تجوز. وهذه الدلالة مبنية على أصلين:
  أحدهما: أن ذلك معلوم ضرورة.
  والثاني: أن مخالفة الضرورة لا تجوز.
[١: أن ذلك معلوم ضرورة]
  فالذي يوضح الأول هو أن العقلاء يستحسنون أمر هذا الشخص بالأفعال المطلقة ثم بالأفعال المحكمة البديعة والصناعة العجيبة وسائر الصناعات المحكمة(٢) ونهيه عن ذلك، ويستحسنون مدحه على الحسن من ذلك وذمه على القبيح منه، فلو لم يكن هذا الشخص هو العالم العامل لما تعليق هذه الأحكام به: من حسن أمر ونهي ومدح وذم، كما لا يحسن أن يتعلق به شيء من ذلك إذا كان العالم العامل سواه، وكما لا يحسن تعليق هذه
(١) كذا في المخطوطة. ولعل المناسب للسياق: «أنه».
(٢) نهاية ١٦٤ ب.