[الوجه الثاني مما تمسكوا به]
[الوجه الثاني مما تمسكوا به]
  ومن جملة ما تعلقوا به في ذلك قولهم: إن القوة العقلية تدرك الكليات العقليات المحمودة(١) عن القرائن، فيدرك الإنسان المطلق(٢) عند إدراكها الشخص معين بالإنسان المطلق هو غير الإنسان الشخصى؛ لأن الشخص مشاهد في مكان مخصوص، فالمطلق محمود(٣) عند هذه الأمور، بل يدخل فيه كل ما يمكن أن ينطلق عليه اسم الإنسان، بل لو عدم كل إنسان شخصي لبقيت حقيقة الإنسان المطلق في العقل، وهذا كل شيء يشاهد الحس مشخصا، وإذا كان الكلي مجردا(٤) عن القرائن لم يخل تجرده: إما أن يكون وإضافة إلى المأخوذ منه الذي هو الشخص المخصوص، وهذا محال؛ لأن المأخوذ منه ذو وضع (ومقدار ومكان)(٥). وإما أن يكون إضافة إلى الآخذ وهو النفس العاقلة(٦)، فينبغي أن لا يكون وضع ولا مقدار(٧) وأن لا يكون ذات أجزاء وأبعاض وإلا كرام(٨) فيما حل فيها أن يكون كذلك، وقد عرف خلافه بها تقدم.
  الاعتراض: يقال لهم: لا نسلم أن المدرك المعقول فيما ذكرتموه مجرد عن القرائن، فيا أوردوه من المثال(٩) الإنساني المطلق فهو ينقض ما توهموه؛ لأنه إنما
(١) كذا في المخطوطة، ولعلها: «المجردة».
(٢) نهاية ١٦٨ ب.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعلها: «مجرده».
(٤) في المخطوطة: «مجرد».
(٥) في المخطوطة: «ومقدور او هنة ومكان».
(٦) في المخطوطة: «المعاقلة».
(٧) في المخطوطة: «مقدور».
(٨) كذا.
(٩) كذا أقرب قراءة لها.