الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

[حكم الشرع في غيبة الذمي المحافظ على قوانين دينه وعهده]

صفحة 23 - الجزء 1

  قلت: قد علل ÷ حل ذكر الفاسق بما فيه بالحذر منه، حيث قال: «اذكروا الفاسق بما فيه؛ كي يحذره الناس»⁣(⁣١)؛ لأن كونه مسلماً مظنة للاغترار بظاهر إسلامه، ولا اغترار بالذمي.

  فإن قلت: التحذير من الفاسق لأمر يقتضي نقص دينه، وما كان كذلك، فذكره به ليس بغيبة كما سيأتي؟

  قلت: قوله ÷: «اذكروا الفاسق بما فيه» عام في حل ذكره⁣(⁣٢) بما فيه مما ينقص دينه ومما لا على أنه قد جعل للكافر الملي حيث قبلت شهادته على مثله مزية على فاسق الجارحة⁣(⁣٣) حيث لم تقبل شهادته [على أحد]⁣(⁣٤).

  فإن قلت: قد لعن الله الكافرين⁣(⁣٥)، ومن جاز لعنه جازت غيبته؟

  قلت: ذكر بعض المحققين⁣(⁣٦) أن للعن الكافر والفاسق ثلاث مراتب،


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن، رجاله ثقات، (تمت هامش في ب)، قلت: وأخرج قريباً منه البيهقي في السنن الكبرى برقم (٢١٣٧٩) بسنده عن بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله ÷: «أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه كي يعرفه الناس، ويحذره الناس».

(٢) في (أ): كل ذكره.

(٣) في (أ): الخارجة.

(٤) زيادة من (ب).

(٥) كما في سورة الأحزاب، وذلك في قوله تعالى في الآية ٦٤: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا}.

(٦) هو الغزالي في إحياء علوم الدين ٣/ ١٨١، وذكره الإمام يحيى بن حمز #، انظر: (تصفية القلوب) ص.١٢٨