القول الثالث: ظهور المعجز على يديه
  لصالح الطاعة والعمل: أن من اطلع على ما يروونه للأئمة الاثني عشر من المعجزات والآيات يكذب بها من أول وهلة، إذ لم يحصل مثلها حتى للنبي ÷، ولولا محبة الاختصار لأوردنا الكثير من تلك الأسمار، التي ملؤوا بها الأسفار، وشغلوا بترهاتها أوقاتهم في الليل والنهار، والأئمة $ غنيون كل الغنى عن تلك الترهات المنفرة، والتخرصات غير المقبولة، وليسوا بحاجة إلى أن نضع لهم روايات كاذبة تدل على فضلهم، ففضائل العترة النبوية مشهورة معلومة، نطق بها القرآن، وجرت على لسان سيد ولد عدنان صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، ونحن لا ننكر ما يجعله الله تعالى لأوليائه من الكرامات التي تبين عظيم قدرهم، وتؤكد ارتفاع شأنهم، وإنما ننكر التكلف والوضع والكذب على أئمة العترة $، ولو أنا شغلنا أنفسنا برواية الصحيح من الأخبار في فضلهم لكان فيها كفاية كافية لكل من أنصف، ومقنع لكل من اطلع وعرف، ولكن أراد هؤلاء أن يفتحوا باباً للخصم والعدو في إبطال جميع فضائل العترة، وأن يدخل معهم الشك في الصحيح بسبب التباسه بالضعيف الباطل، وأن ينبزوا أشياعهم بالغلو، وهذا في الواقع صحيح منطبق على الفرقة الإمامية، التي ضررها على أهل البيت وأشياعهم أعظم من ضرر غيرها من الأعداء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  ولولا أن هذا البحث موضعه الاختصار، والابتعاد عن التطويل والإكثار، لذكرت من ذلك ما يشرح الخاطر، ويسر الناظر، ويبهت المكابر، ويرد الخصم إلى قول أهل الحق وهو ذليل حقير صاغر، ومن أراد معرفة صحة قولي وما أورده فليطالع كتاب الإمامة لمحمد بن جرير بن رستم الطبري، في باب معجزات